بقلم الكاتب والصحافي /فتحي الذاري
في خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي يوم الخميس، استعرض أفكارًا استراتيجية تتعلق بموقف اليمن من القضية الفلسطينية، معبرًا عن دعم كبير للمقاومة في غزة ورفضًا قاطعًا للتهديدات التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يبرز هذا الخطاب توازنًا قويًا بين الإصرار العسكري والإرادة الشعبية، حيث يؤكد حقيقة الأحداث الجارية في المنطقة من حيث التوترات الإقليمية والدولية.
بمقارنة هذا السياق مع المسيرات الشعبية المليونية التي شهدتها العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية اليمنية يوم الجمعة الماضية يمكننا أن نرى كيف أن وحدة الشعب اليمني تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه تترسخ. المسيرة المليونية، التي ألقاء فيها وزير الدفاع اليمني العاطفي خطابً بيان المسيرة أمام الحشود، تظهر تكاتف اليمنيين ورفضهم للهيمنة الغربية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء بينما تسلّط الضوء على أهمية التضامن مع القضية الفلسطينية. لقد دعا الوزير إلى مسؤولية الدول العربية والإسلامية المطبعة، مطالبًا إياها بالتحرك الفعال لإنقاذ الشعب الفلسطيني من المخاطر التي يواجهها.
ففي الفترة الزمنية التي تتراوح بين 27 تشرين الثاني 2024 و19 كانون الثاني 2025، عندما كانت الأوضاع تتأزم في لبنان وغزة، تميزت اليمن بموقفها الثابت كمركز دعم للمقاومة. مفهوم الإسناد الناري الذي قدمته اليمن إلى غزة، مع تعزيزات عسكرية وصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة، يعتبر تأكيدًا على قوة التوجه الحوثي في دعم قضايا الأمة العربية. هذا الموقف يُعتبر الأبرز مقارنةً بخروج العراق ولبنان من معادلة الدعم، وضعف الالتزام الإيراني، وتحجيم الأدوار السورية.
ظهر رد اليمن على تهديدات ترامب من خلال خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي الواضح، الذي جاء كتحذير شديد اللهجة. فتكرار عبارة "الجحيم لك أنت وأمثالك من الطغاة" يؤكد إصرار اليمن على الدفاع عن فلسطين وأنها مستعدة لمواجهة أي تصعيد. بينما كان في خطابه تحذير لصناع القرار في الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي فإن التأكيد على عدم قبول تهجير الفلسطينيين هو دعوة شجاعة للمقاومة.
بالإضافة إلى ذلك، كان السيد القائد عبدالملك الحوثي حريصًا على تأكيد جاهزية اليمن للتحرك العسكري الفوري في حال تعرض غزة للتهجير. ما يؤكد موقفًا استباقيًا يضع اليمن في موقع القوة. هذه التعبيرات تشير إلى إدراك السيد القائد عبدالملك الحوثي للمعادلات السياسية في المنطقةويظهر أن اليمنيون لا يرون أنفسهم منفصلين عن القضايا الأكبر في المنطقة، بل يعتبرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من محور المقاومة أيضًا نرى أن قدرة اليمن على الاستمرار في تقديم الدعم للحقوق الفلسطينية، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها، تشكل تحولاً في معادلات القوى في المنطقة. بينما تتعرض دول أخرى لضغوط تتعلق بمواقفها فإن اليمن تُظهر قوة وصلابة على الرغم من التهديدات العسكرية المباشرة، مما يؤكد قدرة اليمن على تشكيل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإن خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي ومضمون المسيرات الشعبية المليونية، يحملان رسائل عميقة حول التلاحم الشعبي وتقدير القضايا الوطنية والقوميةإن التأكيد على موقف اليمن كفرد مقاوم يذكر العالم بأن المعركة ليست فقط عسكريةبل هي أيضًا معركة للكرامة والحريةوالعدالة، مما يجعل من تصعيد الدعم للحقوق الفلسطينية قضية مركزية تتحكم في مستقبل العلاقات في المنطقة.